احياناً يخيّل الي انني ولدت في مدينة صور. علاقتها الواضحة بذاكرتي الباكرة، رجعاتي اليها مرة بعد مرة على مرّ السنين، بقاء احيائها الضيقة الملزوزة على حالها، حارات طفولتي و’بيتنا‘ القديم ما زال قائماً فيها حتى اليوم، ناهيك عن استمرار حضور جدي وجدتي في ذاكرة الأهالي ، كلها معطيات صلبة تردني تلقائياً نحو صور وبحرها، ومدرسة الآباء الكبوشيين في ’الباص‘ مدرستي الاولى التي لم تعد هناك.لكنني ولدت في بيروت، حيّ المزرعة، قرب ملعب السلام قبل قضمه من قبل الهجمة المعمارية الهوجاء التي اجتاحت العاصمة وخلطت حابلها بنابلها. حين بلغت الرابعة من عمريانتقلنا الى الاشرفية السفلى، قرب مستشفى اوتيل ديو.كان البيت ضيقاً، لا يتناسب مع شغف ابي بكثرة الابناء والبنات.(تعويضاً عن نشأته وحيداً بلا اخوة واخوات) وسرعان ما انتقلنا مرة اخرى الى بلدة حدث بيروت وبيت اوسع مع حديقة...