تاريخنا، أدت ثقافة "التكفير" إلى ثقافة الامتناع عن التفكير، أو إلى ما يمكن أن نسميه بثقافة الاجتناب. اجتناب الأساسي في كل شيء: في الدين، في الفلسفة، في العلم، في الشعر، في السياسة، في الطبيعة، وفي ما وراءها. لا مجال للإنسان، في التفكير والمساءلة والكتابة، إلا في ما "حلل". وما "حلل" ليس إلا جزءاً يسيراً من "جسد" العالم. هكذا لا يعود "الجسد" نفسه إلا مجرد مادة للنبذ والاقصاء والحجب.