"الجحيم الذهبي" الذي ترسمه قصص ليانة بدر، يبدو لي عالماً مثلث الأبعاد. إنه الذكرى، أي تلك العلاقة الغامضة التي يرسمها الوعي بالحاضر كأنه علامته الوحيدة في هذه الغربة المتواصلة، التي يعانيها الفلسطيني بعد بيروت. وهو الكتابة، عبر محاولة رسم هذه العلاقة بين الذكرى والحنين داخل نص قصصي، يختصر ويكثف، يرسم الظلال ويبحث في الرائحة والنكهة، يصل إلى الأشياء ولا يقولها، أو يقولها حين لا يقولها، فترتسم الكتابة بوصفها لحظة قلق والتباس وسؤال. هذه الأبعاد الثلاثة، تشكل "جحيماً ذهبياً"، إنها تدعونا إلى رحلة لاكتشاف علاقة الغربة بالحلم، في لغة تتأنث فيها التكاوين، فترسم صورة امرأة غادرت شباك الانتظار، لتلقي بنفسها في جحيم البحث والأسئلة.