كما العنوان يعطي عن الكتاب، فكذلك المشهد الأول في كل مسرحية يهيئ المشاهد للدخول في أجواء النص المسرحي، كما ويجذبه إلى العالم الذي تدور فيه أحداث المسرحية المكتوبة. يفتح الستار في مسرحية رجاء العلم "ثقوب في الظهر" عن حجرة في مستشفى خاص... محتوياتها يميزها شيء من الفخامة... الساعة على الحائط تشير للحادية عشرة... يحتل صدر المسرح على اليسار سرير كبير... يتركز على الجسد المسجى عليه... الرجل كما يبدو في حالة غيبوبة... تمتد بجوار باب الحجرة أريكة عريضة... تشكل الأريكة امرأة بدينة تنوّم طفلاً وإلى جوارها رجل حادّ الملامح غارق في التفكير... يعتمل الضوء ويصبح الجو كالدخان... تصفّر الريح في الخارج وصوت انين يملأ الجرة... يهتز الجسد وينسلخ عنه شبح... يجلس على سريره يتلفت حوله بذهول... تقع عيناه على ابنه...). هذا المشهد الأول. بإمكانه إعطاء فكرة عن المسرحية إلا انه المشاهد لا يستطيع معرفة ما وراء الرموز، والقارئ لا يعرف قراءة ما خلت السطور إلا من خلال الغوص في سطورها كاملة.