…ولعلّ أسلوبها الكتابيّ في هذه الرواية، أو في مجموعتها القصصيّة السابقة، هو عين هذا التطلّع إلى المستقبل، أسلوبها قابليّة لولادات متجدّدة… راقب طريقتها الكتابيّة في هذه الرواية، قارنها بطريقتها في المجموعة القصصيّة، أو في خواطرها السابقة على هذه المجموعة، فماذا تجد؟ تجد ثباتاً، وتجد تحوّلاً داخل هذا الثبات ، إنّه سرّ سميّة الإبداعي المكين. إقرأ كلّ ما كتبتْهُ، تلمس حضور شخصيّتها بقوّة فيه. صحيحّ أنّك لن تجد سميّة نفسها ، ولكنّك ستجد سميّة المتخلّقة من سميّة… وإذا عنى هذا شيئاً، فإنّه يعني أنّك لن تلحظ في كتابتها ظلًّا لأيّ كاتب كبير ترتع سميّة في نعمائه. استطاعت نحلة+ سميّة أن تتمثّل كلّ ما وجدته في أزاهير الكبار من رحيق، أعادت إنتاجه عسلًا هو عسل تلك النحلة لا غيرها، وإن كان هذا العسل محتاجًا إلى متذوّق صبور، غير مستعجل، يستطيع أن يبذل الجهد...