هذا العمل المسرحي بالرغم من بُعده الزمني، ما هو إلاّ امتداد لحركة تواصليّة مع الحاضر الذي ما زال يحاصرنا برياح التسلُّط والقمع والاستبداد والظلم والقهر والمكايد، والحروب على أنواعها، من حروب الحديد والنار إلى حروب المصالح التي هي من أشرس أنواعها، والتي ما زالت تحاكي كل زمن ينزف دماً، دفاعاً عن الحق، والحرية والسلام. فالكاتب حبيب صادق في عمله هذا يحاول أن يمنع الماضي من القدوم، فإنّ المشكلة الإنسانية التي برزت أبعادها في هذا العمل، تركّزت في تقليص المسافة بين الفكرة والعمل، وبين الأمنية والتطبيق، أراد ليده أن تفكّر بالنيابة عن عقله، أراد لكلماته أن تصرخ في وجه القاهر المستبد الذي يمشي في الزمان ليشكّل من الأمكنة التاريخية مسرحاً لأهوائه النهمة، جاعلاً من الناس دمىً يتلاعب بها لينتشي بسماع صوت الألم. فكان هذا العمل محاولة متواضعة منه للإسهام في نشر الوعي العربي، وحثّ الإنسان على التمرُّد في وجه الظلم والظالمين، والجهاد حتى الشهادة في سبيل الحق الذي ما زلنا نبحث عنه في أقبية هذا الزمن، حتى استعبدتنا الحرية سعياً وراءها.