في هذا الكتاب، يواصل خليل السكاكيني مراسلاته مع ولده سري في أميركا خلال الفترة 1935 - 1937. ويهيمن على هذا الجزء من اليوميات قضية بناء بيت السكاكيني لكن على خلفية الأحداث التي كانت تقود إلى ثورة 1936. وقد تبدو الرسائل للوهلة الأولى مجرد دردشات قد تتم بين أي أب وولده، لكنها سرعان ما تبدو للقارئ، شهادات غنية بالإشارات الاجتماعية والسياسية، ناقلة التوجهات العامة والهموم والهواجس والأحلام الجماعية، يكسبها مكانها وزمانها وشخص كاتبها أهمية إضافية. هذا الكتاب ليس تاريخاً تحديداً، وليس أدباً تماماً.. لكنه يبدو قطعاً متناثرة لفسيفساء لا غنى عنها، لتكمل مع غيرها لوحة ذاكرة ثقافية واجتماعية وسياسية تبذل جهود جبارة من أجل منعها من التنفس.