كانت مدينة القدس منذ القدم، حاضرة في وجدان الأجيال العربية المتعاقبة، فقد كانت قطب الرحى لعقيدة إبراهيم التوحيدية، ومن بعدها لعقيدة المسيح (عليه السلام) التي تبلورت وانطلقت من هذه المدينة المقدسة. وجعل الإسلام القدس محوراً أساسياً للقداسة، كثيراً ما جارت قداسة الكعبة ومكة المكرمة. ولأنّ المكتبة العربية تفتقر إلى دراسات علمية منهجية باللغة العربية ولمؤلفين عرب عن مدينة القدس، فقد انصرف المؤلف طوال سنوات إلى تقصي الصلات والوشائج التي تربط الإسلام والمسلمين بمدينة القدس، فغاص في أغوار التراث الديني والفكري للإسلام بحثاً عن جذور هذه العلاقة وجوهرها. واليوم إذ تمعن القيادة الصهيونية المتطرفة في إسرائيل في تهويد المدينة ومحو تاريخها وتراثها العربي الإسلامي – المسيحي، يأتي هذا الكتاب ليضع حقائق تاريخ القدس في صلب الحاضر دفاعاً عن المستقبل.