... وكان "غساني كنفاني" يكتب، أيضاً، الأدب الساخر/ الضاحك، فإلى مختلف ألوان نشاطه ونتاجه الإبداعي المتعدّد، العجيب التدفّق، والشديد المتنوّع، الغني في أشكاله وأنواعه: من المقالة السياسية، والتعليق الثقافي، والنقد الأدبي (في سياق عمله الصحفي اليومي المتعب)... إلى القصة القصيرة المتدرّجة بين الشكل الواقعي والشكل الرمزي للواقعية... إلى الرواية وتحوّلات أشكالها اللبنانية الحديثة إلخ... ... إلى هذا كلّه، بنى "غسان كنفاني" لنفسه واحة يفيء إليها... يشعر فيها - ربّما - بأنّه أكثر حرية وتفلّتاً وإنفلاتاً مما هو في مجالاته الإبداعية المتعدّدة الأخرى... كان "غسان كنفاني" يأنس إلى هذه الواحة، مرّة في الأسبوع، تحت إسم/ قناع هو "فارس فارس"... تلك المقالات الأسبوعية كانت طرازاً فريداً في النقد الأدبي العربي.