في شقّةٍ في بيروت تقوم الشابّةُ المشرفةُ على الثلاثين بإعداد وليمة من الطبخات الريفيّة اللبنانيّة، بعد فرارها الغامض من قريتها .ببراعة فائقة، تودِع كلَّ قِدرٍ ومكوّنٍ شوقَها وشغفَها بالرجل القادم بعد ساعات قليلة لتناول العشاء. أثناء الطهو تحكي حكايةَ عمرها وما يتخلّلها من حكايات نسوة عاشت بينهنّ، أبرزُهنّ جدّتها وخالتها. وتروي على نار هادئةٍ تارةً، ومجنونةٍ تارةً أخرى، قصّةَ حبّها للرجل الذي عشقتْه منذ الطفولة، رغم الألم الذي سبّبه لأسرتها، ورغم أنّها لم تلتقِ به سوى مرّة. حبٌّ مستحيل، ورجلٌ لا يُنال، وموعدٌ تأخَّرَ عقودًا، وأطباقٌ شهيّةٌ طالما كانت طريقة صامتة لتعبير أجيال من النساء، أسيراتِ البيوت، عن حبّهنّ المحظور... بسمة الخطيب كاتبة من لبنان. درست الصحافَةَ وامتهنْتها حتى اليوم. عملتْ في الإنتاج التلفزيونيّ، وكتبت السيناريو. صدرتْ لها عن دار الآداب مجموعةٌ قصصيّةٌ بعنوان "شرفة بعيدة تنتظر".