ليست " ديالاس بين يديه" سيرة ذاتية لفرد بالمعنى التقليدي بل هي سيرة نهر ديالاس، بأساطيره الخارقة وينابيعه السحرية وقرابينه المرتعدة وعنفه الهادر وهدوئه الموارب وفيضاناته المرتقبة. وهي أيضاً قدر صبي، في التاسعة من عمره، يجمع في ذهنه: السحر، المكر، السّكر، البراءة، والجنون، أسلحة يواجه بها العالم. ها هو يغرف من مياه نهره الزرقاء، مرسلاً نظراته إلى ينابيع ديالاس النائية حالماً بالوصول إليها في رحلة حج خارقة، ويردد في نفسه قائلاً: " كم كنت أتمنى أن أعود إلى مرابع طفولتي ومراهقتي لأنعش ذاكرة ذلك الطفل الذي كنته"؟ خمسون عاماً تفصلني عن حياة هذا الطفل، يا الهي كيف مرّ العمر مثل ومضة عابرة؟ ترددتُ أمام صعوبة العمل، لكن أمي شجعتني قائلة "لا أحد يتمكن من تسجيل كتاب طفولتك إلا أنت، فإذا لم تفعل ذلك ذهبت تلك السنوات سدى أدراج الرياح". هل كانت الأم باعثة...