يحمل العراقي المهاجر ذاكرة مليئة بالتجربة المرّة التي وُضع فيها مع بداية الحرب العراقية الإيرانية... غالبية شباب العراق تم تجنيدهم لهذه الحرب من دون قناعة منهم بخوضها. حالات الفرار كانت تواجَه من فرق حزبيّة تقوم بمراقبة الفارين واعتقالهم، والمنافذ المتاحة بصعوبة بالغة أمام الفاريّن لم تكن تعدهم بحياة أفضل. سنجد في هذه الرواية تلك الصور القاتمة لحياة على حافة الموت شنقاً أو بالرصاص. قليلون أولئك الذي نجوا في رحلة فرار تنتهي بهم في غالب الأحيان إما لدى شرطة نظام صدام حسين أو السجون التي تنتظرهم في الدول المجاورة التي يهربون إليها. رحلة فرار جديدة.. وحكايات عن حياة أولئك الشباب في تلك الفترة القاسية. إنها حكايات لا تنضب ... حالة من الخوف وعدم الثقة .. هؤلاء المهاجرون يخافون، حتى اليوم، من العودة إلى العراق. هنا سنجد واحدة من هذه الحكايات، كما سنجد صورة عن حياة المجتمع العراقي في تلك الفترة.