في البدء ارتبط مفهوم الخلاص بقهر الاغتراب الداخلي، والذي يعاني منه الإنسان تجاه الظواهر الطبيعية، إذ كانت في غاية الغموض بالنسبة له. وفي تلك المرحلة اتجه الانسان إلى تأليه تلك الظواهر معتقداً أنها تتضمن أرواحاً كونية لها القدرة على تغيير مسار حياته هنا وفي العالم الآخر. ولذلك لم يسع الإنسان لنبذ العالم استناداً إلى أنه يكشف دوماً عن تجليات المقدس المتعددة. ومن ثم ظهرت الطقوس والشعائر القربانية بوصفها الوسيلة الأمثل لتحقيق الخلاص من قهر العالم، كما كانت في ذات الوقت وسيلة لتحقيق ذات الخلود الإلهي بعد فناء الجسد، وعليه أصبح الخلاص نوعاً من التعال على الجانب الفاني من الإنسان وبلوغ عالم الآلهة دون حاجة لأية ممارسات أخرى. فالخلاص عمل شعائري محض بعيد عن ممارسة الخير أو اجتناب الشر.