الغاية من الفلسفة هي المعرفة ، والغاية من المعرفة هي السيادة على الطبيعة ، ذلك هو الجديد عند بيكون والجديد على الفكر الفلسفي في مستهل العصور الحديثة ، فقد اقتصرت الفلسفة في العصر الوسيط على المناقشة والجدل وبقيت في أكمل صورها تفكيرا مجردا ليس بينه وبين الطبيعة أي صلة وتأثير ، واذا كانت الفلسفة المدرسية أكدت على عجز الانسان عن الاتصال بالطبيعة والتأثير فيها فذلك لأن الانسان (كما يرى بيكون ) قد كان عاجزا اصلا ومن قبل عن الاتصال بالطبيعة والتأثير فيها فكان الفلسفة قد أضافت الى عجز الانسان عن التأثير في الطبيعة عجزا جديدا. لقد قرر بيكون ان الانسان بطبيعته وفطرته يسعى الى معرفة الطبيعة والسيادة عليها . فكيف اذن – تجمع هذا السعي مع القول بأن الانسان عاجز اصلا ومن قبل عن الاتصال بالطبيعة ؟