اذا تصورنا اقامة معرض لأدوات تعذيب للمرأة وقتلها ، فان "روسو" سوف يحتل مكان الصدارة في مثل هذا المعرض المرعب. ذلك لأنه اذا كان معظم المفكرين السياسيين قد سلموا بخضوع النساء ، فان بطرياريكية روسو ، بصفة خاصة ، كانت صارخة شديدة الوضوح ، فضلا عن أنها تتعارض تعارضا شديدا مع آرائه الثورية عن العدالة ، والحرية ، والمساواة الخاصة بالوضع الصحيح للجنس البشري ( اذا كان من الجال ) – فهو يشجب تبعية شخص لشخص آخر ، في حين أنه يعتبر هذه التبعية جزء لا يتجزأ من طبيعة المرأة وجوهرها – اذ لا بد أن تكون المرأة تابعة للرجل . ويطالب بالاستقلال السياسي والأخلاقي بين البشر ( لكنه يعني أن يكون هذا الاستقلال للرجل فحسب دون المرأة لأنه لا يسمح لها أصلا بالاشتراك في العمل السياسي ) لكنه يعطى لهذا المفاهيم الثورية ، والأفكار الراديكالية ، والتصورات السياسية والاجتماعية...