قصيدة النثر هي عملٌ فنّي، وكأيّ عملٍ فنّي آخر، فهي ذات قابلية لتوليد انفعال خاص يختلف تماماً عن الانفعال الحسّي أو الانفعال العاطفي. ولتحقيق هذه الغاية، على قصيدة النثر أنْ تكون قصيرةً ومكثّفةً، خاليةً من الاستطرادات والتطويل والقصّ المُفصّل وتقديم البراهين والمواعظ. عليها أنْ تكون قائمةً بذاتها، مستقلةً بشكلها ومبناها، لا تستمد وجودها إلا من ذاتها، مُبعَدة ومنفصلة تماماً عن المؤلّف الذي كتبها هذا الكتاب ليس دراسة في قصيدة النثر ولا مقارنة بين قصيدة النثر الأوروبية وقصيدة النثر العربية. إنه بكل بساطة أنطولوجيا شعرية تضم ما يقارب 420 قصيدة نثر نموذجية لـ 117 شاعراً، قمنا بترجمتها من اللغات الأصلية، لمتعة القارئ أوّلاً، وثانياً ليتعرف إلى شكل قصيدة النثر كما تمَّ انتاجها في هذه اللّغات. ولكي تأخذ عبارة "أنطولوجيا عالمية" مداها الصحيح، وجدنا أنفسنا مضطرين إلى ضم بعض النماذج العربية المتطابقة والمفهوم الأوروبي لقصيدة النثر