هذا الكتاب هو قراءات في علم النفس الإيجابي، مختارة بما يخدم قضايا إنساننا وأجيالنا الطالعة وإطلاق طاقاتها الحية من أجل صناعة المستقبل. إنه يشكّل مع كل من كتاب الإنسان المقهور، والإنسان المهدور، ثلاثية متكاملة، بحيث يمثّل الرد النمائي الفاعل على حالات القهر والهدر. علم النفس الإيجابي هو فرع ناشىء من فروع علم النفس المعاصر، يعرف إنتشاراً متزايداً وتطبيقات فاعلة في العديد من مجالات الحياة. تتمثل أطروحته الرئيسة في مجابهة هيمنة أطروحات علم النفس المرضي التقليدية على علم النفس، من خلال التركيز على الإيجابيات وتنمية جوانب القدرة والفاعلية الذاتية والجماعية في الحياة. ذلك أن علاج المرض، على أهميته، لا يؤدي بالضرورة إلى التغلّب عليه، بل إن المطلوب هو كشف الامكانات الإيجابية والطاقات الحية واستثمارها في بناء نوعية حياة جديدة بالعيش. إن علم النفس الإيجابي هو دعوة إلى الخروج من حالات العطالة والاستسلام، من خلال الشغل على اكتشاف الإمكانات والفرص، بدل الاستسلام لمشاعر فقدان الأمل. إنه تفعيل الطاقات الكامنة، وصولاً إلى تحقيق الإزدهار الإنساني.