مزية العراق شعريًا أنه قاد أكثر حركات التحديث جذرية في تاريخ الشعر العربي، فظلت تراود مخيلة شعرائه فكرة التحديث على الدوام، ودفعت من أجل ذلك أثمان باهظة، ولا سيما أيام انسداد الأفق بدخان الحروب؛ فكان كل شاعر يقول ما يره من دون أن يرى ما يقوله، وانطمست إثر ذلك حيوات وخبرات. وزاد العسف فاختزل التحديث إلى معاينة الشكل، وانقادت القرائح الشابة، والكهلة أحيانًا، إلى هذا الوهم المركوب مطية للحداثة.