لم تدفع الحرب الأهلية المديدة والاجتياح الأميركي ــ «الإسرائيلي» الطبقة الحاكمة إلى تبديل أو تجديد فلسفتها التي صاغها ميشال شيحا وأعوانه، إبان عهد الاستعمار الفرنسي، على الصعيدين السياسي والاقتصادي. سياسياً، بقي لبنان بالنسبة إلى الطبقة الحاكمة «منطقة حرة»: جسراً وممراً وفندقاً ومتجراً وملجأً، لكن ليس وطناً يستحق القتال من أجل حريته وأمنه واستقلاله. ناصبت هذه الطبقة المتجددة المقاومة، التي حررت أرض لبنان حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، العداء. ورفضت هذه الطبقة فكرة استمرار العمل المقاوم لاستكمال تحرير الأرض اللبنانية، وسعت إلى إلحاق الهزيمة بالمقاومة على أيدي العدو الصهيوني. ثم عملت هذه الطبقة، وما زالت، لإسقاط سلاح المقاومة، وإعادة كشف لبنان، على كل الصعد، أمام العدو الصهيوني ومَن يقف خلفه. وذلك في وقتٍ انهارت قوى «الردع» العربية في وجه هذا العدو....