…أنهت قراءة الصحيفة، وضعتها جانباً وراحت تفكر في آخر ما قرأته في الصحيفة عن تلك المرأة التي عثروا عليها جثة هامدة في سريرها بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على وفاتها، بعد أن زكمت رائحتها أنوف الجيران “تلك المرأة، بماذا يختلف حالي عن حالها؟ كانت تعيش وحيدة، وأنا، هل سأواجه الموت وحيدة مثلها؟ لا أحد يمسك بيدي، أو يمسح على رأسي بحنان وأنا أعاني سكرات الموت؟”. أشاحت بوجهها نحو النافذة، عادت لهواجسها: “الموت لا يخيفني، فهو لا يعني شيئاً سوى العدم، والعدم بعد الموت مثلما كان الحال في العدم قبل أن أولد، لكن الوحدة هي التي تخيفني الآن”.