أضيفت مهمة جديدة إلى طفولتي.. بدأت أشعر بثقلها لأنها تضعني في مواجهة مباشرة مع سجناء يحملقون في وجه عفاف الأسمر ووجه أختها الحنطي التي تبدو أكبر من عمرها بسنوات عدة ما جعل أحدهم يطلب يدها من الحسون ويرجوه أن يحتفظ بطلبه حتى خروجه من السجن.. ما أخجلني وأربك أختي وزوجها لأصبح مثلها بعد زيارتين أو أكثر، دائمة الشكوى لأمي من الزيارة وتداعياتها عليّ، كنت أحسب لها ألف حساب وأصبح نهار الجمعة لا يطاق، ولكن ما البديل؟ كنت أمضي ليلتي التي تسبق المشوار أفكر في كيفية الهروب من تلك المهمة الشاقة فأتظاهر بالمرض لأبعد شبح الزيارة عن نفسي ولكن دون جدوى. كأنه مكتوب عليَّ أن أسمع كلاماً غريباً يتحدث عن تفاصيل الجسد ما يختفي منها وما يظهر حيث تقتحم النظرات الجريئة كل أنحائنا من الرأس حتى أصابع الأقدام. في كل مكان نوجد فيه، «الشارع، والمطعم، والبوسطة، والسجن»....