عندما نضع مصطلحي (المثقف) و(السلطة) في علاقة ما، نريد التعرف على طبيعتها، فإن مثل هذا الإجراء يفترض ويعني، أننا على دراية ومعرفة كافية بما يعنيه كلا المصطلحَيْن، نظرياً وواقعياً أيضاً. غير أننا سنكون على وهم كبير إذا افترضنا أن مثل هذه المعرفة الكافية بطبيعة المصطلحَيْن متوافرة وموجودة بالفعل في أذهاننا. ذلك لأننا لا نعرف في واقع الأمر من كلا المصطلحَيْن ،إلا ّواحداً منهما فقط ،هو بأداء مباشر، مصطلح (السلطة).الأمر الذي يعني أولاً: أن كل النتائج التي ستبلـّغنا إيّاها هذه العلاقة ستكون بالضرورة نتائج خاطئة مضللة، بسبب جهلنا بحقيقة أحد الطرفين المكونين لها، أعني، طرف (المثقف)،أما لماذا تتسنى لنا معرفة طرف واحد من طرفي العلاقة هو (السلطة) دون معرفتنا لطرفها الآخر المتمثل بالمثقف، فإن الاجابة تتمثل بالقول المرير المباشر أننا لا نعرف ما يمكن أن يعنيه...