لم نتعوّد التخاطب كتابة إلا في حالات الغياب التي تتجاوز المألوف… ولكنها كانت تقرأني دائماً في صمتي، كما في ثرثرة الصباح التي غالباً ما كان يغيب عنها الطابع الشخصي، مفسحاً في المجال لنقد لغة التوجه أو مضمونه الذاهب إلى «العامة». أما همسات الليل فكانت تصدر ملوّنة بفجر نهار التعب الآتي، والذي غالباً ما نسينا بداياته ولم نهتم بأن نعرف نهاياته بقدر ما كان يشغلنا السؤال المفتوح بالقلق: هل أنجزنا ما كنا نفترض في أنفسنا القدرة على أدائه وبالمستوى اللائق بالطموح إلى المختلف لأنه أفضل وليس لمجرد التباهي بلغة أكثر أناقة وأقل إيضاحاً؟! طلال سلمان