تسير الرواية في ثلاثة خطوط متوازية، قصة عشق، رستم للجارية المغنية "زمرّد"، وقصة حياة الخليل بن أحمد الفراهيدي، والدور الذي لعبه سيبويه في تأسيس علم اللغة،.. فيقدم لنا الجاس رواية نجد فيها المتعة والمعرفة، إذ يطل على تاريخ تلك الفترة السياسي والاجتماعي، وعلى مدارس اللغة العربية التي انتشرت آنذاك في البصرة وبغداد والكوفة التي قدّمت أبرز علماء اللغة. "وشرد بألم. نسى الحكاية، ورحل في عالمه الخاص، وبدت العبرة في عينيه. قلتُ مخففًا: "الحزن لا يجدي يا أبا بشر، هذه سنة الحياة". قال: وكيف لا أحزن على معلمي؟ كيف لا؟ وقد زرع في قلبي حب العربية، وسقاه بعلمه الجم، وتوسّم فيّ النبوغ! ما زلت أذكر، يا رستم، حين تركت حلقة حمّاد بن سلمة خائبًا تائهًا بائسًا، أتنقّل من حلقة إلى أخرى، أكرر قوله تعالى: "إني ذاهب إلى ربي سيهدين، حتى هداني الله، فلزمت مجلس الخليل، ووجدت ضالتي. ميزني، رحمه الله، وقربني وخصني باهتمامه، وكلما ضاقت عليّ أمدني بقوة الإيمان والصبر والاهتمام. "مرحبًا بزائر لا يُمل" ما أجملها حين أسمعها منه! يكررها متهللًا أمام التلامذة جميعًا كلما أقبلت.. ما أصعب عبء الثقة! وما أقسى فراق الأحبة!"