القضايا التي يحتويها هذا الكتاب إنما هي من صميم الواقع. والرابط بينها هو حبل سُرّي آخر ـ حبل النضال الفكري والسياسي والاجتماعي والديمقراطي من أجل مجتمع حديث تستند علاقاته إلى معيار الجهد والانتاج والكفاية، لا إلى عوامل الوراثة السياسية والانتماء الطائفي أو الاقطاعي بشقيه الدنيوي ـ السياسي والديني الكهنوتي. ولعملية التغيير في لبنان أبعاد أكثر خصوصية نتيجة تداخل العناصر المذهبية وحدّة التناقضات الداخلية وفظاظة الخطاب الطائفي الديماغوجي الذي يطمس الحدود الطبقية ـ الاجتماعية ويحوّل وجهة الصراع من مطلب حداثوي تغييري تقدمي إلى رافد آخر للانقسام وتأجيج النعرات المذهبية بكبسة زر، محلية أو إقليمية، مما يُخرج المكبوت الثقافي والسوسيولوجي والنفسي على ألسنة كهنة المعبد الطائفي كحمم بركانية مشتعلة تفضح هشاشة الكيان اللبناني وهراء الصيغة التوافقية، التي ليست...