غدا تلتقيه، ستأتي باسمة، تختال مثل غزال، تختبئ تحت شجرة بريوزا يانعة، تخلع بعد ربيع وصيف لوناً أخضر، ترتدي أصفر تراقصه رياح خريف باردة، ترحل عنها طيور تبحث عن دفء بعيد، تخلعه فتصبح عارية، تتباهى بمفاتن وجسد، مثلها حين تصبح بين يديه، تلقي بألوانها بعيداً، في اتجاه شمس باردة، تمنحها لوناً ذهبياً، تفقد رويداً رويداً ضياءها، تخبو حتى تنطفئ، تلقي في عتمة باهتة بقايا ثياب على أسرة مجاورة، قطعة قطعة، لا تكترث، تتحرك عارية وفي عينيها خفر، تتحدى البرد والصقيع، تجمد يقتحم الزجاج لو يستطيع، فهي وشجرة البريوزا توأمان، شامخان، في عينيها ضياء بدر وبدر آخر، متجاوران، مثل مقلتي قطة بيضاء مشاكسة، تضيء عتمة مثل برق يشق عنان سماء تغطيها غيوم كثيفة ماطرة، ينير مسافات لا حدود لها، ينير وجهها ويرحل.