فجأة، طرحت أحداث 11 ايلول (2001)، مسألة الحريات في العالم العربي. هل يمكن أن تكون هذه البلدان المسلمة مجرد "ديموقراطيات دون ديموقراطيين"؟ وهل يمكن أن يكون إحباط مواطنيها المقموعين، سبباً لهذا القدر من "العنف الإسلاموي"؟ يرى الغرب، أن إصلاح أنظمتها الاستبدادية هو المقدمة الضرورية لإقامة سد بوجه الارهاب المنفلت. لذا يحاول إقناع الحكومات العربية ـ ولو بالقوة إذا قضت الحاجة ـ بتنظيم انتخابات تشريعية، وتحسين وضعية المرأة، وحماية الأقليات… باختصار، يحاول إقناعها بالانفتاح على الديموقراطية. إنها مسيرة صعبة، فحتى بالقرن الواحد والعشرين، ما يزال مفهوم السلطة في الإسلام، موضوع جدال، وذلك بسبب تمفصل الديني والسياسي. لذا يستهدف هذا الكتاب بالضبط، الإضاءة على موقع السياسة في "أرض الإسلام"، ومن زوايا عدة ـ التاريخ، الانتروبولوجيا، علم الاجتما، وعلم السياسة. وهو يرسم لوحة حيّة للوضع في المغرب، مصر، العربية السعودية، إيران، وتركيا.