الصباح صباح خريف دافئ. أوراق الأشجار تغطي رصيف المقهى، كأنها سجاد فارسي، صفرة تميل إلى البرتقالي، تبعث في النفس البهجة. أرى، خلف زجاج واجهة المقهى، أوراقاً تودع أغصانها وتتراقص عبر وسادة الريح، هنا وهناك تعلو وتنخفض، كفراشات تملأ الفضاء ألواناً، وبين السيارات تتطاير من جديد. هناك فتاتان على دراجتيهما تتجهان نحو المقهى، مستمتعتين بمنظر الأوراق وهي تتطاير حولهما. وعلى شعر كل منهما أوراق، زادتهما جمالاً. دخلتا المقهى وهما تضحكان من منظر الأوراق على شعريهما. «انظري هناك واحدة على صدرك، تبدو كجوهرة» قالت إحداهما. نظرت الأخرى إلى نهديها وقالت «أوه، لم أنتبه انظري إلى لونها القرمزي ما أجمله». بدت وكأنها ترى جمال نهديها لأول مرة. أرجعت شعرها إلى الوراء، أمسكت قميصها وشدته برفق، فكشفت عن جمال نهديها. ثم قالت: – «هكذا تبدو الورقة أجمل». – «تقصدين جمال نهديك أيتها المحتالة». – «الاثنين معاً» وضحكتا بمكر أنثوي بريء ورقيق. تورية الوافق، مغربية، مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية، من مواليد العام 1980.