هذا الكتاب مجازفة ومقامرة محسوبتان في ميدان الحق والباطل، والخير والشر، والعلم والوهم. وهو يدور حول كتاب الله والقرآن مع انعطاف يسير إلى هدى الرسول بالقدر الذي يخدم الغرض. والقرآن مسطور منذ أربعة عشر قرناً. وبلغة ممتدة إلى الآن. وليس هناك كُتب عنه ومنه كالقرآن. إلا أن نصيبه من الدجل والتحريف والعداء قد تجاوز كل الحدود، ورغم ذلك فقد صمد قائماً ثابتاً شامخاً عبر القرون وإلى ما شاء الله. وقد باءت بالفشل كل المحاولات المحمومة، والتآمرات المسعورة، والحملات الحاقدة لكي تغير فيه آية أو كلمة أو حتى حرفاً رغم سقوط النظام الجماعي الاسلامي مع اغتيال آخر الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، وتصفية الثورة المحمدية ـ العظمى. إلا أن جذوة الاسلام ظلت حامية متقدة تحت الرماد. وهذا العمل نفخة هادئة، واثقة، هادفة فوق الركام.