بين إسلام الدولة العثمانية الرسمي والإسلام الصوفي مسافة اتسمت، بالتسامح تارة وبالصراع تارة أخرى. فكلما ابتعد الإسلام عن السلطة، طغى التصوف على الإسلام التركي في مقاومته لطغيان العلمانية القاسية مع كمال أتاتورك. بعد سقوط الدول العثمانية ومبدأ الخلافة، جابهت تكايا التصوف، بكل تلاوينها، العلمانية حتى بروز أب الإسلام السياسي نجم الدين أربكان وأحزابه وقيادته للصراع المرير مع العسكر التركي حامي العلمانية. لم يتبع حزب العدالة والتنمية السياسة نفسها التي خاض غمارها أربكان، بل انخرط في الصراع السياسي في فترة حرجة بالنسبة إلى العالم الإسلامي بعد أن شكل الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 انعطافة في الشرق الأوسط وفي العالم؛ ومقولة داوود أوغلو “صفر مشاكل” تهدف إلى تقديم نموذجه للعالم العربي على أنه النموذج الإسلامي الأمثل مع اندلاع “أحداث الربيع العربي”. يرصد هذا الكتاب محطات مفصلية للانخراط التركي العسكري والسياسي في الإقليم ودول الجوار، وما آلت إليه خيارات الرئيس التركي….