«دراسة لأحوال لبنان بعد الحرب. فحتى السنين المتأخرة من السلم الذي أحلّه اتفاق الطائف 1990، كان ثمة ما يشبه الحفر في الفراغ. كأنما انتقلت البلاد من زحمة العنف إلى التآكل السلمي البارد. لم يعد هناك محل لفصيلة التراكم. صار كل حادث سياسي واجتماعي وثقافي مجرد صدى تائه في فضاء لا محدود. وغدا مجتمع ما بعد الحرب أشبه بوعاء مثقوب لا يقدر على التأليف بين عناصر وحدته وسلامه الأهلي وحياته السياسية. كما لو أن كل تدبير إيجابي للاجتماع الوطني مثابة حالة معزولة عما يسبقها وما يليها. وأما الحادث السياسي، فلم يتعدّ حدوده الضيّقة، مهما بلغ دويّه وأهميته والأسئلة المثارة حوله».