… آمل أن يجد القارئ العربي ما يفيده من معلومات حول ما يسمّى بظاهرة "عودة الدين"، المنتشرة في كل المجتمعات التي تعتنق إحدى الديانات الثلاث التوحيدية. صحيح انني تعمقت أكثر في تخبّط المجتمعات المسيحية بهذه الظاهرة، وذلك من منظور التاريخ الطويل، عائداً إلى محاكم التفتيش للكنيسة في القرون الوسطى الأوروبية والحروب الدينية الشعواء بين البروتستانت والكاثوليك في ما سمّي، بالرغم من ذلك، "عصر النهضة" في أوروبا. وأعتقد، بعد المراجعة التاريخية الدقيقة التي يحتوي عليها هذا المؤلَّف، ان هذا التعمق ضروري لنا كعرب، وكمسلمين في غالبيتنا الكبرى، لشرح ما يصيبنا نحن من أزمة مجتمعية وفقدان للشرعية، تختلط فيها بشكل معقد للغاية قضايا الهوية الجماعية والدين والسياسة والثقافة. لقد سعيت، من خلال فصول هذا المؤلـَّف، إلى تبيان سخافة الأفكار والرؤى التي تحملها القيادات السياسية...