"كمال جنبلاط هذا القائد الثوري، المفكر، العالم والإنسان البسيط. كمال جنبلاط هذا على رأس الحركة الوطنية اللبنانية وفي قيادة الحركة الشعبية اللبنانية لم يكن خوف الرجعية منه في غير محله. ومرة أخرى نحن مقتنعون بما سبق وقلناه: إن اغتياله لم يكن مجرد انتقام لدور قام به في الماضي بل خشية من دور له في المستقبل. غير أن التاريخ لا يعود إلى الوراء. ودور كمال جنبلاط المستقبلي كرائد لحركة التحرر الوطني العربية سوف يتأكد أكثر فأكثر عبر فكرة ونضال كمال جنبلاط الذي لم يمت ولن يموت. وإن كان غيابه الجسدي سيجعل تحقيق أهدافه أكثر كلفة وربما أبعد زمناً حيث للفرد دور كبير في التاريخ في تأخير أو في تسريع عجلة التاريخ. غير أن الفرد الذي يختزن طاقات مثل طاقات كمال جنبلاط عندما يستشهد لمثل أفكاره إنما ينزرع من جديد في كل واحد من أبناء الشعب، في كل مناضل من المناضلين المؤمنين بمبادئه، فتهوي الشجرة الكبيرة العملاقة لتنبت غابة وتصبح مقاومة الغابة للأعاصير أكثر رسوخاً وأوطد… " جورج حاوي