أمّا بردة البوصيري فقصيدة غنيّة عن كل تعريف وإشهار، طبقت شهرتها الأفاق وأدار عظيم فنّها إليها الرقاب والأعناق، وأما شرح الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور الأول" لها، فلؤلؤة تزيّن عقد شروحها الكٌثر، كيف لا وقد أوفاها حقّها من التفسير والتحليل وكشف حجبها بالتدبير والتأويل، فزاد ألقها ألقا وطيبها عبقّا، حتى قُرِن بها وكأنّه شرحها الوحيد الأوحد. ولأن كتابا كهذا، يلتقي فيه خير من شرح بأفضل من مدح يستأهل عناية خاصّة من حيث التحقيق والتدقيق، جاءت هذه الطبعة تامّة ومحقّقة ومشفوعة بتعاليق الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور الحفيد، على عكس كل الطبعات السابقة التي شابها الكثير من النقص.