إن الهيئة التعليمية وإن وقعت كأفراد تحت تأثير الهيمنات الطائفية والحزبية إلا أنها كجماعة بقيت عصيَّة على الانقسام الطائفي والمناطقي، وقد ظهر ذلك من خلال التحركات الناجمة التي خاضتها في أعتى ظروف الانقسام الأهلي حيث كانت بيانات روابط المعلمين المذاعة عبر وسائل الإعلام تمثل التوجه شبه الملزم للمعلمين، الذي لا تواصل بين مناطقهم. ممّا يدفعنا إلى دراسة جدلية العام والخاص وجدلية العلاقة بين الأنا الفردي والأنا الاجتماعي والى ملاحظة أن المعتقدات الشخصية لأفراد الهيئة التعليمية على اختلافها، دينية كانت أم سياسية لم تكن لتضرّ بالصالح العام. بل على العكس راحت تعزّزه وترفده بعناصر القوة. ونرى أن اكتشاف العوامل الكامنة خلف هذه الظاهرة جديرةٌ بعناء الاكتشاف، لأهميتها البالغة كوصفة للمجتمع اللبناني في مسيرة إعادة بنائه وتقدُّمِه مع احتفاظه بكل عناصر تنوعه واختلافه.