ربّما غير قليلة الأعمال الروائية العربية التي عُنيت بتفكّك الاتحاد السوفيتي وتشظيه إلى جمهورياتٍ مستقلٌ بعضها عن بعض، لكنّها ندرةٌ الأعمال التي استطاعت أن تقرأ ما حدث لتلك الدولة العظمى وهي تنهار، أو تبدأ بالانهيار، ومن تلك الندرة هذه الرواية التي خطّها مبدع سوريّ تعرّف إلى ذلك الذي حدث من الداخل، فدوّنَ ما يمكن وصفه بالوثيقة عن تحولات مجتمع من مرحلة إلى أخرى، بل عن منعطف حادّ في تاريخ ذلك المجتمع ومصائر الناس فيه. “سرير من الوهم” تتابع تلك المصائر على نحوٍ يكاد يخصها وحدها، بل يؤكد عمق معرفة مبدعها بما كان يمور في رحم المجتمع السوفييتي وهو يمضي من حالٍ إلى آخر، ويتقلّب على جمرٍ ثم آخر. هذه الرواية تخييل سرديّ يستجلي ما كان يضطرم تحت قشرة الواقع في ذلك المجتمع من عطب، بل مقدّمات خراب على نحو أدقّ،وما يبعثره أشلاء يكاد بعضها يضاد بعضها الآخر،...