…خلال فترة تحضيره لرسالة الدكتوراه، دارت بينه وبيني مجالساتٌ تعدَّت أسوار الأطروحة وهندستها الأكاديميَّة الصارمة. في إحدى الجلسات التي كانت تنعقد بعفويَّة على شرفةِ منزلهِ الصيفيِّ، تساءل صاحبي عن الفَرْق بين الفلسفةِ والميتافيزيقا، وما الذي يميِّز إحداهما عن الأخرى. كان تساؤلُهُ آنذاك بسيطًا للوهلة الأولى؛ إلَّا أنَّه بسؤاله هذا أدخلنا في لجَّة ما لها من قرار. صحيح أنَّ سؤالًا كهذا كان سُئِلَ من قبل، وأجاب عنه الأقدمون والمُحدَثون من الإغريق والفرس والهنود والعرب ناهيك بأهل الحضارات المعاصرة.. إلَّا أنَّه لمَّا يزل ذلك السؤال يطرق باب الفكر من دون أن يبلغ ضالَّته المأمولة بعد… في الجلسة إيَّاها، كان السهرورديُّ وأفلوطين حاضرَين في تأويل الأحاديث. كلٌّ منهما قدَّم لنا أجوبة عن وظيفة الحكمة بجناحيها الفلسفة والميتافيزيقا. رأى السهروردي الحقيقة...