ألف إنجلز كتاب «أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة» عام 1884. فعرض فيه بطريقة موجزة أخاذة نتائج بحوث العالم الاجتماعي الأميركي مورغان مع تعليقات كارل ماركس عليها، إلى جانب نتائج أبحاثه هو في ثلاثة من أخطر الموضوعات في علم الاجتماع، أعني: العائلة والملكية الخاصة والدولة. هذه الموضوعات تشغل بالنا اليوم أكثر منها في أي عهد مضى؛ ذلك لأننا نجتاز مرحلة انتقال نتعرض فيها لما يشبه ثورة في مفاهيمنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ ويختلف الرأي بين المفكرين في بلادنا حول طبيعة هذه الثورة ومداها واتجاهها. لكن يمكن القول إن كثيرين من الذين يتصدون للبحث في هذه المسائل الحيوية يخطئون الهدف وينتهون إلى أحكام سريعة مبتسرة وحلول فجة لا تثبت للحوادث والأيام؛ لأن هؤلاء المفكرين يعوّلون في تكوين أحكامهم لا على الدراسة العلمية المنزهة المتزنة، بل على الملاحظة...