…فلفقتُ حكاية خيالية ورويتها لبنات عمتي على أني زرت أختهن العروس واستقبلتني استقبالاً حافلاً وملأت يدي تمراً ورقاقاً!.. وفتحت لي صندوقها وأرتني اللطائف التي أهداها لها عريسها الذي عاد من المهجر توّاً.. ونقلن الحكاية لأمهن بعد أن استحلفنني فحلفت لهنّ بكل يمين غليظة؛ فاستدعتني عمتي لتسمع عني الرواية؛ ورددت على مسمعها في تلعثم بيّن ما كنت لفقته تلفيقاً وقصصته على بناتها، وسألتني بعض الأسئلة عن ملبسها وعن أشياء نسيتها؛ ولا شك أنها استنتجت تلفيقي وتهيؤاتي؛ ولكنها لحسن حظي تجاهلت تلفيقي وسايرتني في خيالي ولم تفضحني.. على أن الحكاية صارت من النوادر المتداولة بعد ذلك.. وفي هذه الأيام الأولى من التحاقي بالجامع زارنا أحد أهل الفتوّة الذي يعتبر نفسه الصنديد الذي لا يغلب في المصارعات التي تنشأ من حين لآخر في المشتى بين طالبي الفتوة.. وكان شديد الاعتداد...