حضرت المرأة شريكة فاعلة في المدوّنة السردية العربية، عبر إضافة قضيتها التحررية إلى سلسلة القضايا التي انشغلت بها الرواية العربية، فخرجت الاقلام النسائية إلى العلن وكتبت المرأة عن قضاياها وعن جسدها بجرأة وشجاعة، ضاربة بعرض الحائط القاموس الذكوري القديم الذي استباحها وشوّه صورتها الجنسية، فاكتسبت الحق في الحديث عن جسدها بحرية، مُعيدة تعريف نفسها ككائن حي اجتماعي ومعرفي. وبذلك تحررت من مظلوميتها ككائن مضطهد، وتخلصت من رهاب الجسد، وكان هذا نتيجة طبيعية لمسار طويل من التحولات التي عاشتها فأصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه. من هنا، تبحث هذه الدراسة في صورة المرأة وحضورها خلال قرن ويزيد من الزمن (1899-2009)، من خلال نماذج روائية مختارة لكاتبات لبنانيات تركن بصمة واضحة في تأسيس وانطلاقة الرواية اللبنانية والعربية واستمراريتها. فنحت صورة المرأة في هذا...