الطريق الى عيتا

إلى أين يا أخ؟ إلى الجنوب، أعاد المسلح سؤاله بشيء من الاستهجان: إلى أين؟ وهو أعاد جوابه: إلى الجنوب، ثم سرعان ما استدرك، واستهجن بدوره، عندما لاحظ أنه كان عند مشارف مدينة صور، على عمق حوالي الأربعين كيلو متراً في الجنوب، ابتسم للمسلح المدني: قصدي إلى أواخر الجنوب، إلى عيتا... اعذرني، خارطة الجنوب عندي تبدأ من الآخر، من جنوب الجنوب، رقعة المسلح بشيء من الاستياء: أعذرني أنت يا أستاذ، فالجنوب يكفيه ما هو فيه، ولندع خارطته كما هي... مع السلامة، الله معكم... أشعل سيجارة... هذه أول مرة يأتي إلى ضيعته لموجبات أمنية... آت هذه المرة لائذاً هارباً من أتون بيروت ومن مجارير بيروت المفتوحة على الدم الرخيص، يتذكر... آخر مرة جاء إلى عيتا كانت ناديا ما تزال في الثانية من عمرها، خمس سنوات... هذا أكثر... غيدا ومايا ستريان اليوم ضيعتهما لأول مرة في حياتهما...