للحياة العراقية في هذه الرواية مذاقها الخاص: بين "أعظمية" بغداد القديمة و"كربلاء" أبي الشهداء الحسين؛ وما بين الأربعينات والخمسينات في هذا العصر المزدحم بالتغير وبأنواع الاضمحلال والنمو. وللغة المؤلفة العراقية خصوصيتها، التي تفرض إحساساً بأنها طالعة من هواء الأعظمية ذاته ومن تراب مساجدها وأحواشها ومن لسان البطلة/الراوية، الطفلة، ثم المراهقة، ولكنها التي تحكي الآن أشياء حفظتها في صندوق الذاكرة، كأنما صانتها من الاندثار ومن آفات النسيان والخلط بـ"حبات النفتالين".
هي رواية، إذن، عن "الحقائق القديمة" في أعناق إنسانية بغداد العتيقة والمعاصرة، ولكنها أيضاً رواية تحكيها ذاكرة "أنثى" عربية من الأعظمية، اصطدمت منذ الطفولة بالوضع الذي فرضه عليها وعلى بنات جنسها تراث قديم بكل ما فيه من حكمة وطلاوة وحنان، أو قبح وقسوة واختلال. وهذه الرواية "حبات النفتالين" ترجمت إلى اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والهولندية والألمانية والإسبانية والكتلانية.