هناك خيط في الرواية يكتنف مشاهدها المتفرقة ويوحد نصها المتشظي ويقدم رسالة كيمي المتدفقة عبر عصف ذاكرتها ألا وهو الدور الخلاق للكتابة والإبداع والأدب في تشكيل الذات وتجديدها على مستوى الفرد والجماعة. تطرح رواية سمية رمضان أسئلة أكثر مما تطرح حلولاً، لكن هذه الأسئلة ذاتها مؤشر إلى أهمية إعادة تكوين أنفسنا ومقاومة التحجر والتصحر. وفي هذا تتقاطع سمية رمضان مع أديبنا الكبير نجيب محفوظ الذي قدم لنا مرآة مهيبة تعكس واقعنا المركب، لا لغرض التحديث فيه بإعجاب كما فعل نرجس، بل لغرض تأمله نقدياً وإعادة تكوين أنفسنا باستمرار إلى ما هو أحسن.
دعونا نحيي سمية رمضان التي أضاءت بعملها عتمة الأفق ومنحتنا رواية معاناة فردية مثيرة لعواطفنا وأمثولة وطنية مثيرة لتأملنا