تصوّر هذه الرواية عالمًا يتطو|ر خارج «المألوف الحضاري». فلا شيء في مكانه بدءًا من الصبي «جمعة» الذي «خرج إلى الوجود عن طريق قفاه» وظلّ يجرّ وراءه عاهة لن تزول أبدًا، وانتهاء بالعيش وسط أكوام الزبالة واستنشاق رائحة الحمير، مرورًا بلقاءات جنسيّة قذرة تتحقّق خارج استيهامات الحلم ولذّاته.إلاّ أنّ القذارة في هذه الرواية ليست نقيضًا للنظافة التي تميّز الكائنات والأشياء، إنّها شيء آخر غير ما يؤذي العين، إنّها وثيقة الصلة بكلّ ما يشوّش على النظام والهويّة والوجود السويّ للنفس والجسد والحلم.سوسن الحسن: طبيبة ورائيّة سوريّة. صدر لها: “حرير الظلام” و”ألف ليلة في ليلة”.