هذه ليست روايةً. إنّها ورطة. هذا نصٌّ يخطفك ويملأك رعبًا وموسيقى. يجرجرك إلى عوالم تضيع فيها الفواصل بين الواقع والخيال، ويغمرك بدفقٍ من العبثيّة تنضح بجرعات مكثّفة من الواقعيّة السحريّة. موكبٌ احتفاليٌّ جنائزيٌّ هي هذه الرواية. فوضويّة مثل لوحةٍ لدالي، موجعةٌ كثورةٍ مُحبَطة، مضحكةٌ كهذيان مجنونٍ ينطق بالحكمة. القصّة بسيطة. لكنّها بساطة ظاهريّة، تخفي تحتها شخصيّات مركّبة طرحها الكاتب بنفاذ بارع إلى دواخلها وخيال متفلّتٍ حدّ الجنون يطال أكثر المناطق عمقًا في أرواحها. هي قصّة بلدٍ صادره العسكر، يستوطنه شعبٌ مقموعٌ لا يلبث أن يتمرّد، ويحكمه جنرال مجنون تسير خلفه حاشية جبانة مسرنمة. كلّنا ذلك الجنرال في جبروته. والجنرال كلّنا في هزيمتنا.