تعيش الخلدان في الأنفاق المعتمة. هناك تتكاثر. تأكل، تشرب، تنام، وتصحو... بعينين مغمضتين. ظلام الجحور أعماها، وطول اختبائها أنساها نور الشمس. سلاحها مخالب وأسنان قوية تقضم الحياة بها قضماً. هذه الرواية عن خلدان تعيش بيننا، كلٌّ في جحره الذي ابتُلي به. الفتاة التي ظلمها أهلها وغرّر بها حبيبها ولفظها مجتمعها. ابنتها، ثمرة ذلك الحبّ الملعون، التي تتقاذفها أمواج الظلم اللاحق باللقطاء وهي تتوق لحضن أمّ تعجز عن الاحتضان. الشابّ الذي يبيع أرضه وأهله وصديق عمره ثمن تعامله مع عدوٍّ يؤمّن له لقمةً مغمّسة بالمهانة. الابنة المدلّلة الجميلة التي سيرميها زوجها النزق في جحر الصمت مع مؤونة من أدوية الأعصاب. ظالمون أم مظلومون؟ مخيّرون أم محكومون بمصائرهم؟ تتلاعب بهم الظروف وتتعاقب الأحداث بصخب في قصصهم الصغيرة المبتورة. يهربون من محطّة إلى أخرى في رحلة لا تنتهي. في ظلمة الحُفَر وصمتها، يقتاتون بفضلات الحياة، يعيشون على هامشها، يخوضونها كلٌّ في قوقعته المعتمة. يخوضونها خلداناً صمّاء...