من مقدمة الكتاب
في البدء كانت الحيلة، هذا على الأقلّ ما سجّلته أساطير الشعوب الأولى التي تحكي عن صانع الكون الشاطر … هذا ما سوف نفصِّله فيما بعد (في الكتاب). ومثل الحكمة، فقد تبعثرت الحيلة شتاتات صغيرة في أنحاء المعمورة جميعها، عندما ارتطمت العدن التي كانت محفوظة فيه مع جذع شجرة بسبب تهاون حاملتها، السلحفاة، كما تحكي أسطورة إفريقية. فمنَّا مَنْ جمع الكثير، ومنَّا مَنْ كان نصيبه الغبن والغفلة. ولا ننسى أن الحيوانات عندما تريد أن تعرِّف الإنسان فيما بينها تقول: "هو ذلك الكائن المحتال"، هذا ما جاء في حكاية "الإنسان والحيوانات"، حكاية الأسد الذي تعلَّم مَنْ هو الإنسان عندما سقط في فخِّه.
لم تحظَ...