أعود فتاة في ريعان الصبا، أدوس صورة صاحب الجلالة وأغنّي مع الفتيات والفتيان: الحرِّيّة والكرامة والعدل. يعود إليّ حلم طفولتي في المدرسة الابتدائيّة، أغنّي مع الأطفال الأغنية ذاتها. طرفة عين ويتولّى الجيش الحكم تحت اسم الثورة عام 1952. يمضي الزمن تسعة وخمسين عامًا. طرفة عين أخرى ويتولّى الجيش الحكم تحت اسم الثورة عام 2011. هل يكرّر التاريخ نفسه؟ يسألني بعض الشباب ممّن صنعوا الثورة 2011. هل تُجهض ثورتنا كما أُجهضت الثورات السابقة؟ هل يقفز على الثورة أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي بعد وضع مساحيق ثوريّة ووجوه تنكّريّة؟ لا، هذه الثورة غيّرت التاريخ وأزالت الغشاوة عن العقول ويقولون لي: أنتِ تحلمين..
.تواكب نوال السعداوي في هذا الكتاب ثورة الشباب 2011. تحرّضنا كعادتها على التساؤل وتحوّل الكلمة إلى فعل ثائر.