ليس أحَبّ إلى قلوب القرّاء عامّة، من سيرة الأدباء والعظماء. وليس أحَبّ إلى قلب القارىء العربيّ خاصّة من سيرة كتّابه المشهورين وأدبائه النّابهين وأعلام تاريخه البارزين. وأروَع ما تكون السّيرة حين تروي حياة عظيم من العظماء، حينما ترويها براعة عبقريّ، ومفكّر فلسفيّ رائد، تتجلّى في أسلوبه أروع أشكال البثّ ومناهج التعبير. وكتاب «جبران خليل جبران» صورة رائعة لشخصيّة جبران وأدبه منذ ولادته في بشرّي حتّى وفاته في نيويورك، رَسَمها بأسلوب رائع صديقه ورفيقه في «الرابطة القلميّة» ميخائيل نعيمه وفي أخصّ مراحل حياته ودقائقها. كتاب أثار من الإستغراب والدّهشّة، بمقدار ما حمل إلى قرّائه من أسرار ومن متعة أدبيّة وفنّية لا تجارى. إنّه وثيقة تاريخيّة، وكشف أدبيّ لحياة جبران، ولقلم نعيمه في آن. وهو قبل كلّ شيء تحفة فنّية في أدب السّيرة قَلَّ نظيرها في المكتبة العربيّة والعالميّة.