قال الأزليّ لابراهيم الخليل ذات مرة في رؤيا: "لا تخف!" (سفر التكوين، 15). لكنّ الخوف أسدل ستاره على المدينة في كل مكان... "لا تخافي"، "لا تخافي"، تتردّد هذه الكلمات غير مرّة في الكتاب ولكنّ الشعور لا ينحسر. يروي محمود شقير قصّة أناس عادييّن يعيشون تحت وطأة آخرين، حكاية "السكّان الأصليين الذين عليهم أن ينقرضوا لكي يلذّ للمستوطنين العيش في البلاد". بصراحة عارية، يُطلعنا الكاتب على حياة بعض العرب في القدس، وبأسلوبه ذي الإيقاع السريع يفتح نوافذ عديدة على وجوه منوّعة، منها المألوف ومنها الغريب. ويشعر القارئ، في مشاهد متتالية، بصلة تشدّه إلى الأشخاص في يومياتهم، فيرافقهم حتى نهاية الكتاب. إنها الحياة اليومية بفرحها وبؤسها، تستر غدًا مفعمًا بالمخاوف من جيران يُضمرون الأذى. وجوه لا تُنسى، قلوب تتأجّج فيها الحياة، والحب لا يغيب ولكنّه مهدّد حتى في لحظة...